يريد طلاق زوجته

2021-08-14 06:58:54

يريد طلاق زوجته

السـؤال : رجل يريد طلاق زوجته  (( السلام علیكم ورحمة الله وبركاته.. كيفك أ. جيهان.. لو راجل عاوز يطلق زوجته وقال لزوجته انا لن اطلقك وارفعي عليا قضية خلع واخلعيني ما حكمه؟ حفاظا على ماء وجهها حسب قوله..؟؟ ارجوا الرد ضروري الله يسعدك ويجزاك خير.))


الجـواب :

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء .. وبعد

الحكم الشرعي في سؤالك الرجوع فيه لأهل الفتوى .. هم أعلم بذلك .. ولابد أن يذهب لهم صاحب الشأن نفسه إذا كان يريد حكم الشرع في ذلك  ......

أما عن إجابتي ستكون من ناحية نفسية وأسرية وعرض الموضوع من زوايا مختلفة لعل إجابتي تكون نافعة  ... ومن واقع خبرتي وتقديري لبعض النقاط ...  ولأن السؤال يحتاج لتفصيل كثير منها عدم تحديد سبب رغبته في طلاقها ، فربما لا يرغب بالطلاق بالفعل ولكنه في حالة غضب منها لأي سبب من الاسباب وتكون رغبته في تعليق الأمر لها هوالمماطلة ليتأكد من ناحيته وناحيتها في رغبتهم في الاستمرار .. والله أعلم.

أما إذا كان يرغب بالطلاق بالفعل فقد جمعت لك أولا من أحكام الطلاق ...  متى يباح طلاق المرأة ؟

قال سبحانه: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } {النساء: من الآية19}.

قال ابن العربي عند تفسيره لهذه الآية: المعنى إن وجد الرجل في زوجته كراهية وعنها رغبة ومنها نفرة من غير فاحشة ولا نشوز فليصبر على أذاها وقلة إنصافها فربما كان ذلك خيرا له. انتهى.


 وقال ابن الجوزي في هذه الآية: وقد ندبت الآية إلى إمساك المرأة مع الكراهية لها، ونبهت على معنيين:

 أحدهما: أن الإنسان لا يعلم وجوه الصلاح فرب مكروه عاد محمودا ومحمود عاد مذموما، والثاني: أن الإنسان لا يكاد يجد محبوبا ليس فيه مكروه فليصبر على ما يكره لما يحب. انتهى.


 قال ابن تيمية: والطلاق في الأصل مما يبغضه الله وهو أبغض الحلال إلى الله، وإنما أباح منه ما يحتاج إليه الناس كما تباح المحرمات للحاجة. انتهى.


 

حكم الطلاق بغير حاجة :

فقد ذهب عامة أهل العلم إلى كراهة الطلاق من غير حاجة، وبعضهم ذهب إلى أنه حرام، قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في المغني عند كلامه عن أقسام الطلاق: .... ومكروه: وهو الطلاق من غير حاجة إليه، وقال القاضي فيه روايتان:

إحداهما: أنه محرم، لأنه ضرر بنفسه وزوجته وإعدام للمصلحة الحاصلة لهما من غير حاجة إليه فكان حراما كإتلاف المال؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. انتهى.


وكذلك سؤال المرأة زوجها الطلاق من غير بأس ذهب

بعض العلماء إلى أنه مكروه وبعضهم إلى أنه حرام، قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في المغني: إذا خالعته لغير بغض وخشية من أن لا تقيم حدود الله.... فإنه يكره لها ذلك، فإن فعلت صح الخلع في قول أكثر أهل العلم ـ منهم أبو حنيفة والثوري ومالك والأوزاعي والشافعي ـ ويحتمل كلام أحمد تحريمه. انتهى.


أحكام الطلاق من غير حاجة


 

وأخيرًا أقول لمن يريد طلاق زوجته :
أولا : التروي في اتخاذ القرار فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
ثانيا : رغبته في طلاقها ومع ذلك يجعلها هي تطلبه فهذا ليس من خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، إن النبي صلى الله عليه وسلم أراد طلاق زوجته سودة بنت زمعة وبلغها بذلك لحقها في ذلك ،فمسألة أنه يريد أن يحفظ لزوجته ماء وجها فيطلب منها أن ترفع قضية خلع فلا أرى ذلك من الشرع ... فهو ليس أفضل من رسول الله في حفظ الحقوق ومراعاة الشعور ... ولا يحق له ان يطلقها بسوء وضرر وأذى نفسي ولجوء للمحاكم ، بالإضافة للوقت التي ستحصل فيه على الطلاق الذي لايقل عن عام كامل ، ربما رغبت فيه الزواج بغيره ، فأصبح متضرر لها ..
ثالثا : إذا كانت رغبته أن ترفع قضية خلع حتى تتنازل زوجته عن حقوقها الشرعية له  من المهر والمتعة وخلافه ... فإن كان  كذلك فهو ظلم صريح ... وليتق الله ربه ... فهو أعلم بما تخفي الصدور.
رابعا : أما إذا كان يرغب أن يتزوج غيرها فلا مانع من الزواج بأخرى مع إمساك الأولى، فالله عز وجل يقول: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً {النساء: من الآية3}  ولكن – كما ذكرت الآية الكريمة – يجب العدل بينهما وعدم ظلم واحدة منهما، وإلا فقد جاء وعيد شديد في الذي لا يعدل بين زوجاته

 قصة سودة بنت زمعة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ فقد خشيت لما كبرت أن يفارقها النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت يومها لعائشة ـ رضي الله عنها ـ لا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لها رغبته في طلاقها أو أنه طلقها فعلا، فإنه غير صحيح لضعف حديث القاسم بن أبي بزة الذي أخرجه ابن سَعْدٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم طَلَّقَهَا... قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: رواية ابن سَعْدٍ هَذِهِ مُرْسَلَةٌ، فَهِيَ لَا تُقَاوِمُ حَدِيثَ ابن عَبَّاسٍ وَمَا وَافَقَهُ فِي أَنَّ سَوْدَةَ خَشِيَتِ الطَّلَاقَ فَوَهَبَتْ. انتهى.

وقد ورد عن الإمام أحمد رواية أنه (أي الطلاق من غير حاجة) يحرم لأنه ضرر بنفسه وزوجته وإعدام للمصلحة الحاصلة لهما من غير حاجة إليه فكان حراما كإتلاف المال، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.

 
87

تهتم الأكاديمية الدولية لتطوير الذات بتقديم التدريب والاستشارات النفسية والأسرية عبر الإنترنت، وتتميز بمنهج علمي متكامل في مجالات الصحة النفسية والإرشاد الأسري، وعلاج سلوكي للإدمان، والتنمية البشرية، وتطوير الذات واللايف كوتشينج. كما توفر الأكاديمية دبلومات متخصصة في إعداد المدربين المحترفين TOT وتحليل الشخصية ولغة الجسد وأنماط الشخصية وعلم قراءة الوجوه والفراسة. وتقدم الأكاديمية خدمات مجانية لجميع الفئات والأعمار في الوطن العربي. يمكن لدينا مزيد من المعلومات عن خدماتنا وبرامجنا، يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات على صفحات مقالاتنا. اقرأ المزيد.